للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: "شديدًا ضريرها" إشارة إلى أنَّ نساءَهم ذوات كد واعتمال، لا ذوات صون وحجال، فيكون كقول جرير (١):

إنْ تكف أمَّك يابَعيثُ فربما … صدرت ومرَّنَ بَظْرَها الاصدارُ

ذهبَ القَعودُ بلحم مقعدة استها … وكأنَّ سائر لحمها (٢) الأفْهارُ

قوله: "صدرت"، أيْ؛ هى راعية تصدر على قعود غير موطأ للقعود، فهي رسحاء، ذات عجز كالمدق، المتخذ من أصلب الحجر.

وقول الضبابي: "بأعجازها" فيه حذف، أيْ؛ بسبب أعجازها، أي من أجل نسائها، ومصاهرتهم إلى علية لم تكن جعفر من أكفائها، ولولا ذلك لم تزاحمنا رجالها، عند فعال لا يشاهدها حقيقة أمثالها، ولا يعدم من متجن ذنوب، الشاعر (٣) في أكثر أحواله كذوب، على أن دغْفلًا (٤) النسابة، قد قال في بني عامر لمعاوية حين سأله عنهم: "أعناق ظباء، وأعجاز نساء"، وإلى نحو هذا ذهب أبو محمَّد (٥) البطليوسي حين قال] (٦):


(١) في الأصل "الفرزدق" وهو خطأ؛ لأن القائل هو جرير، والبيتان في ديوانه ٨٧٤، والنقائض ٨٦٣ - ٨٦٤. والقعود: بكر يركبه الرعاة. والفهر: ححر يملأ الكف.
(٢) في الأصل "لحيها" وهو تحريف. والمثبت من المصدرين السابقين.
(٣) في الأصل "الشعر".
(٤) دغفل -بفتح أوَّله وثالثه وسكون ثانيه- هو ابن حنظلة بن يزيد بن عبدة بن عبد اللَّه من بني شيبان عالم بالنسب والعربية والنجوم، وفد على معاوية -رضي اللَّه عنه-، وكلّفه بتعليم يزيد، واختلف في صحبته. ابن حزم ٣١٩، والإصابة ٣/ ١٩٤، وينظر: البيان والتبيين ١/ ٣٤٧.
(٥) سبقت ترجمته، وقوله في الاقتضاب ٣٩٣.
(٦) من قوله: "وهذا كما قال الآخر" حتى "قال" ساقط من ح. وفيها "وقيل إنما ذهب".

<<  <  ج: ص:  >  >>