فذلَّتْ فرقةٌ طَعَنَتْ عليهم … وهيلَ على أُنوفهمُ الرغام
وكيف يعزُّ عند اللَّه قومٌ … ودين اللَّه بينهم يُضام
نقومُ إلى الصَّلاة وهم قعودٌ … ويعلو عندها لهم الكلامُ
بلعْنٍ صُمَّتِ الآذانُ منه … وسَبِّ للصَّحابةِ يُستدامُ
وتُقرأ بين أيديهم جهارًا … توالفُ كلها زورٌ سُخام
ويسعى بين أيدينا اعتراضًا … لقطع صلاتنا منهم طَغام
فلا المأمومُ يدري ما يصلى … ولا يدري بما صلى الإمام
تراهمْ يسخرونَ بنا احتقارا … وللأحقاد عندهم احتدام
ويعتقدوننا نَجَسا خبيثًا … فليس لهم لجانبنا انضمام
يرون الجمعَ للأُختين حِلًا … وَتُعْطى البنت ما يرثُ الغلام
وما التجميعُ عندهم بشرعٍ … لقد تاهوا بباطلهم وهاموا
يقيمون الصلاةَ وهم فرادى … لقد شَرَدوا كما شرد النعام
وليس لهمْ من الإسلام حظٌّ … ولو صلُّوا مدى الدنيا وصاموا
ومَنْ قد خالف السَّلَفَ ابتداعًا … أتنفعُه الصَّلاة أو الصيام
لقد مرقوا من الدين اعتداءً … كما مرقتْ من المرمى السهام
لهمْ من أهل مذهبهم شيوخُ … أقاموا بين أظهرهم وداموا
روافضُ أحدثوا بِدَعًا وشادوا … قواعدها فليس لها انهدام
فكم غَمرٍ أضلُّوا واستزلّوا … فَحُمَّ على الضلالِ له الحمام
وكم غِرٍّ ببذل المالِ غَرُّوا … فكانَ على الحُطامِ له انحطام