للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الشفتين، وأنّ معنييهما، متقاربان؛ لأنَّ الباء للإلصاق، والواو للجمع، فلهذا سدّت في القسم مسدَّ "الباء"، وصارت بدلًا منها حتمًا.

فإنْ قيل: فكيف جاز الابتداء "بالواو"؛ إذا زعمتم أنها "واو" العطف، ولا شيء (١) هنا يعطف عليه؛ إذ هذا البيت أوَّل الرَّجز.

فقال أبو الفتح، في "سر الصناعة" (٢): إنَّ القصيدة تجري مجرى الرسالة، وإنما يؤتى بالشعر بعد خطب تجري، أو خطاب يتصل، فتأتي القصيدة معطوفة "بالواو" على ما تقدّمها من الكلام، ويدلّ على هذا أيضًا قولهم أوائل (٣) الرسايل: أمَّا بعد فقد كان كذا، فاستعمالهم هنا "بعد" (٤)، يدلّ على ما ذكرناه عنهم، من أنّهم يعطفون القصيدة (٥) على ما قبلها من الحال والكلام، كما أن "بل" من قول الآخر (٦):

بَلْ جوز تيهاء كظَهْرِ الحَجَفَتْ

في أنها وإن كانت بدلًا من "رُبّ" فهي حرف عطف لا محالة.


(١) في ح "ها هنا يعطف عليها إذ هى أوَّل القصيدة".
(٢) سر صناعه الإعراب ٦٣٧.
(٣) في الأصل "أوَّل".
(٤) في ح "العبد".
(٥) في ح "علي ما هو".
(٦) هو سؤر الذئب، والبيت سيرد شاهدًا برقم ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>