للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هكذا قال أبو علي وغيره: أنَّ الجارين هنا متعلقان (١) "بيا" لوقوعها موقع الفعل، وقد قيل: إنَّ "اللّام" الثانية تتعلّق بمحذوف؛ لأنَّ المعنى: يالزيد أدعوك لعمرو، وقد أنكر (٢) وقوع الحال من الاسم (٣) المنادى، بعض مَنْ بالأستاذية يُنادى، وتابعه على ذلك بلداء (٤)، وزعموا أنَّ الحال ينافيها النداء، فاستظهرت عليهم بالنّص الجليّ، من كلام أبي علي، وابن جني إلى المقاييس والنَّظر، بأنها متردّدة بين الصِّفة والخبر، [ولم ير الفراء الحال من المنادى، لعدم العامل فيها، قال (٥) السيرافي: ليس امتناعها لذلك؛ ولكن لتناقض الكلام؛ لأنَّ التَّقدير في قولك: "يا زيدُ قائمًا" أن النداء في حال القيام، فإنْ لم يكن "قائمًا" فلا نداء، فيستحيل؛ لأنَّ النداء قد وقع بقوله: "يا زيد"، فإن لم يكن "قائمًا"، لم يخرجه ذلك من أن يكون "زيد" منادى.

قال أبو الحجاج: وهذا لا يلزم؛ لأنَّ قولك: "يا زيدٌ قائمًا" قد تناوله النداء بجملته، وفرقت "الحال" بين "زيد" هذا، وزيد آخر بالحضرة ليس بقائم، كما فرقت "الصفة" في قولك: "يا رجلًا طويلًا" بينه وبين آخر بالحضرة غير طويل، فإنْ لم يكن الموصوف، أو ذو الحال على ما اعتقده مناديه، فقد استوى غلطه فيهما معنى لا لفظًا، وكأنَّ السيرافي بني


(١) في ح "تعلقا".
(٢) في ح "أنكر على".
(٣) "الاسم" ساقط من ح.
(٤) في الأصل "أغبياء".
(٥) شرح الكتاب ٣/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>