للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو زيد (١) في قول رؤبة (٢):

يَغرِفُ من ذي غيثٍ ويُوزِي

أيْ: يفضلُ، من قولهم: "عَمِلَ فلان عملًا فأزيْتُ عليه" ووازيت، أي؛ أضعفتُ، وأزيتُ الحوض، وآزيته: جعلتُ له إزاءً. والأزاءً أيضًا: شِبْهُ جلْد، أو حجر يوضع على فم البئر.

قال أبو الحجاج: وهذا كلّه عندي ضَمُّ وجَمْع، في طريق إصلاح الشيء، ومنه قيل؛ للحسن القيام على المال: "هو إزاء مال" (٣) أي؛ يجمعه ويصلحه بمشاهدته، ولا يكله إلى غيره، وهذا كلّه متجه في تفسير البيت، أي؛ يصلح له موضع قبره.

وحَكى كراع (٤): "أزيتُ الشيء: فرقته، وأنشد قول رؤبة المتقدّم:

يغرف من ذي غَيض ويوزي

أي؛ يفرق، وهو على هذا من الأضداد"] (٥).


(١) لم أعثر على هذا النص في النوادر المطبوعة.
(٢) بيت رؤبة في ديوانه ٦٤ برواية:
أغرف من ذي حدب وأوزى
وهو برواية المصنف في تهذيب اللغة ١٣/ ٢٨٤، واللّسان (أزا) إلَّا أنه فيهما بالتّاء المثناة في الفعلين.
(٣) ومنه قول الشّاعر:
ولكني جعلت إزاء مال … فأمنع بعد ذلك أو أنيل
وينظر: تهذيب اللّغة ١٣/ ٢٨٤.
(٤) المجرد ١/ ١١٨.
(٥) من قوله "قال الهجري" حتّى "الأضداد" ساقطة من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>