للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإنْ تَعْهَدِيني وَلِي لِمَّةٌ

أيْ؛ الزّمن الذي عهدت لا الآن، هكذا يقتضي ظاهر اللّفظ في قوله: "أوْدى بها" وكذلك "أَلْوى بها" أيضًا، وقد يريد بذلك سوادها وحسنها، فجعل ذهاب اللّمّة في ذهاب حسن تلك الهيئة. ويؤيّد هذا التَّأويل رواية سيبويه:

فإمّا تَرْى لَمّتي بُدِّلَتْ

وقبله؛ وهو أوّل قصيدة يمدح فيها يريد بن عبد المدان (١) بن الدَّيّان الحارثي:

أَلَمْ تَنْهَ نَفْسَك عَمَّا بِها … بَلَى عَادَهَا بَعْضُ أَطْرَابِها

لِجَارتِنا إِذْ رَأَتْ لِمّتي … تَقُولُ لَكَ الوَيْلُ أَنَّى بِها

"اللّام" في "الجارتنا" بمعنى: إلى؛ وهي متعلّقة "بالأطراب" والواحد: طرب؛ وهو هنا خفة من الشوق. وقوله: "أنَّى بها" أيْ؛ أيُّ شيْء ذهب بسوادها. وهذا يؤكّد ما ذهب إليه في تفسير "أوْدَى بها"] (٢).


(١) في الأصل "عبد المران بن الريان" وهو تحريف، وهو يزيد بن عبد المدان بن الديان بن قطن بن مالك الحارثى من شعراء اليمن وفرسانها المخضرمين، وفد على الرسول - صلى الله عليه وسلم -. النقائض ١٥٠٠، والإصابة ١٠/ ٣٥٦. والبيتان في الدّيوان ٢٢١.
(٢) من قوله "أي أودى بجمالها" حتّى "بها" ساقط من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>