للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال صاحب العين (١): "المائة محذوفة الأخير لا يُدْرى أواو أم ياء"، وحكى صاحب "الموعب" عن ابن الأعرابي: مأَيْتُ القوم، وأمأيتُهم، أي؛ صاروا (٢) مائة. وقال الفرّاء: أصلها: مِئْية، وأنشد:

فَقُلْتُ والمَرْءُ قَدْ تُخْطِئه مِنْيَتُه … أَدْنَى عَطِّيَّتِهِ إِيَّايَ مِئْيَاتُ (٣)

وكذا حكى كراع (٤) وأنشد هذا البيت.

قال أبو الحجّاج: وفي قولهم: "مأيتُ القوم" دليل قاطع على كون اللّام "ياء" وقالوا: "مأيتُ السقاء مأيًا" (٥) إذا أوسعته فكأنّ المائة اتساع عدد.

وقال أبو عليّ: الكسرة في "مئتين" هي الكسرة في "مِأْيَة" وليس "كَثُبَةٍ وثُبِين" وأصلها على قول أبي الحسن "فِعْلَة"؛ لأنّ "العين" أصلها السّكون حتّى تقوم الدّلالة على الحركة والدّلالة لم تَقُمْ، وقال مزرِّد (٦):

أَتَيْتُ بَنِي عمِّي فَكَانَ عَطَاؤُهم … ثَلاثَ مِيء مِنْها قِسِيٌّ وَزَائِفُ


(١) العين ٨/ ٤٢٣.
(٢) في الأصل "صاروا في مايه".
(٣) هذا الشَّاهد ينسب لأبي شنبل الأعرابي، كما نسبه العيني لابن مقبل، وليس في ديوانه المطبوع وهو عند القيسي ٥١٦، وفي المنتخب ٧١٥، والعين ٨/ ٤٢٣، وتهذيب اللّغة ١١/ ٢٤٠، والعيني ٢/ ٣٧٦، والهمع ٢/ ٢٣٩، والدرر ٢/ ٢٤١، واللّسان (ضربج).
(٤) المنتخب ٧١٥ - ٧١٦.
(٥) ينظر تهذيب اللّغة ١٥/ ٦١٨.
(٦) هو مزرد بن ضرار الغطفاني الصّحابي الجليل الشّاعر، والبيت في ديوانه ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>