للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو عليّ في موضع آخر من "التّذكرة": "ذكر الأخفش "مِئِين وسِنين" فقال فيها قولين ثمّ اختار أحدهما؛ وهو الصّحيح عندنا قال (١): وأمَّا "سِنينَ ومِئينَ" في قول من رفعَ النّون فهو "فَعيل" ولكنّهم كسروا الفاء لكسرة ما بعدها، وأجمعوا كلّهم على كسرها، وصارت "النّون" في آخر "سِنينَ" بدلًا من "الواو"؛ لأن أصلها من "الواو"، وفي "مِئين" "النّون" بدل من "الياء"؛ لأنَّ أصلها من "الياء" كأنَّها كانت "مئي" وقد قالوها في بعض الشّعر ساكنه، ولا أراهم أرادوا إلّا التَّثْقِيل، ثم اضطروا فخفّفوا؛ لأنَّهم لو أرادوا غير التَّخفيف لصار الاسم على "فِعِل وهذا بناء قليل: قال (٢):

حَيْدَةُ خَالِي وَلَقِيط وعَلِيْ … وَحَاتمُ الطائِي وهَّابُ المِئِيْ

مثل "المِعِيْ ثم قال: "والقياس الجيد عندنا أن تكون "سنينَ" فِعْلِينًا مثلُ "غِسْلِين" محذوفة، ويكون قول الشَّاعر: "السُّنِيّ والميئيّ" (٣) مرخّمًا.

فإنْ قُلت: فإنَّ "فِعْلِين" لم يجئ في الجمع، وقد جاء "فِعِيلٌ" نحو عَبِيد وكَلِيب، وقد جاء فيه ما لزمه "فِعِيل" مكسور الفاء نحو "ضِئين"


(١) النّص في الأصول ٣/ ٣٢٨.
(٢) هذا الرجز لامرأة ست بني عقيل أو من بني عامر، وهو في النّوادر ٣٢١، والأصول ٣/ ٣٢٩، وشرح الكتاب ٢/ ٣٦، والخصائص ١/ ٣١١، والمنصف ٢/ ٦٨، وأمالي ابن الشجري ٢/ ١٦٣، والموشح ٩٥، وضرائر الشّعر ١٣٤، والخزانة ٧/ ٣٧٥.
(٣) يريد قولها:
يأكل أزمان الهزال والسني

<<  <  ج: ص:  >  >>