للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو الحجّاج (١): ويجوز أيضًا عند أبي عليّ [وغيره] (٢)، أنْ تتعلّق "من" (٣) "بلستَ"، كأنّه قال: "ولستَ بالأكثر منهم حصًى" [وهذا قول جيّد أيضًا، وقد أشار إليه أبو عليٍّ في قوله: فإنْ قِيل: فلمَ لا تتعلّق "من بتجرّ". ويجوز أيضًا أن يكون "الأكثر" بمعنى "الكَثير" كما كان "الأهون" في معنى الهيّن. ألا ترى أنه قد قال بعد "الكاثر" فوضعه موضع "الأكبر" أوْ "الكثير" (٤)؛ لأنَّه رَدَّ عليه، وهو من بديع صنعه الشّعر، فتكون "عن" على هذا التّأويل متعلّقة "بالأكثر" دون تدافع، فهذه أربعة أوجه في تأويل اجتماع الألف واللَّام مع "من" [في] (٥):

وَلَسْتَ بالأَكْثَرِ مِنْهم حصًى (٦)

وقد (٧) أجاز أبو محمَّد بن السيرافي أنْ تَكون متعلّقة بشيْء محذوف مقدّرٍ، كأنّه قال: أعني منهم [وما أشبه هذا فهذا وجه خامس، ولم يكن بَصَرُ الجاحظ لواحد منها يلاحظ، حين كسر به قول النّحويين (٨):


(١) "قال أبو الحجاج" ساقط من ح.
(٢) "وغيره" ساقط من ح.
(٣) في ح "بقوله لست".
(٤) في الأصل "الكثر".
(٥) "في" تكملة لازمة لاستقامة النّص.
(٦) ساقط من ح.
(٧) في ح "وأجاز ابن السيرافي" وفي الأصل "أبو محمّد السيرافي".
(٨) ينظر الخصائص ١/ ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>