للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأمَّا ابن بري فهو أبو محمَّد عبد اللَّه بن بري بن عبد الجبَّار بن بري المقدسي المصريّ الإمام الشهور في علم النَّحو واللّغة، أخذ عن محمَّد بن عبد الملك الشنتريني وعبد الجبَّار بن محمَّد القرطبي، وأخذ عنه الجزولي وغيره، مات سنة ٥٨٢ (١).

والآن سأورد شاهدًا ثم أوازن من خلاله بين الشروح الثلاثة، وليكن الشَّاهد ٤٢:

فلأبغينكم قنًا وعُوارِضًا … ولأقْبِلَنَّ الخَبّلَ لابة ضرغدِ

قال ابن يسعون ٣٦: "البيت لأبي علي عامر بن الطفيل الجعفري، استشهد به أبو عليّ على نحو ما استشهد به سيبويه على نحو ما تقدّم من حذف حرف الجرِّ وتعديه والتقدير: فلأبغينكم إلى قنا وعوارض لما سقط الجار، وعلى تشبيه المختص بالمبهم، حتَّى كأنه قال: لأطلبنكم أيَّ جهة توجهتهم إليها، يقال بغيت الشيء: طلبته باجتهاد.

وقنا: اسم جبل، وتثنيته: قنوان. وعوارض: من أرض بني أسد، وضرغد: من ناحية عطفان. وفي نسخ من شعره: (فلأبغينكم الملا) وهو موضع من أرض كلب. وروى أبو حاتم: قبًا بالباء، وهكذا رواه عنه ابن الأنباري أيضًا. واللوبة واللابة: الأرض ذات الحجارة السود. قال أبو عليّ: عدَّى (ولأقبلن) إلى مفعولين بعد حذف حرفي الجرِّ اللذين هما: الباء وإلى، والتقدير: ولأقبلنّ بالخيل إلى لابة ضرغد.


(١) انظر: وفيات الأعيان ٣/ ١٠٨ - ١٠٩، والقفطي ٢/ ١١٠، والبلغة ١٠٦، والبغية ٢/ ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>