للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال قطرب: "ومن أسماء (١) السّماء": "الخلقاء" فكأنَّها سُمّيتْ بذلك؛ لملاستها. [قال أبو الحجّاج: ولم يحك هذا أبو عليّ البغداديّ في كتاب "الممدود والمقصور"] (٢) وتأويل (٣) قطرب في "الخلقاء" يؤيّد (٤) رأي الفارسي. وقيل: إنَّ "بُرْقَع" السماءُ السّابعة حكى هذا (٥) أبو عليّ في "التَّذكرة" وحكاه غيره أيضًا. [قال أبو عليّ: الهمزة من "ملائك" فاء الفعل؛ لأنَّه من "الألوك"؛ وهي الرّسالة؛ إلّا من قال "مألك" فلم يقلب حذف الهمزة التي هي "فاء" منها حذفًا، ولو قلبها كما قلب "الأشياء وقِسِيًّا" ونحوهما فجعل "الفاء" موضع "العين"، ثم قال: "ملائك" لَمْ يحذف الهمزة حذفًا، لكن خفّفها بحذفها، والفاء حركتها على السّاكن قبلها، على شرط التّخفيف في مثلها.

قال أبو الحجّاج: وقال بعضهم: أصله من "ألك" الفرسُ اللّجام في فيه يَأْلِكُهُ؛ إذا علكه قال: والألوك، والمألكة: الرّسالة؛ لأنّها تُؤلك في الفم، أَيْ؛ تُعْلَك، وعندي أنَّ الذي يجمع بينهما الترداد؛ لأنَّ العلكَ: ترديد المعلوك، كما أنَّ الرّسالهَ: تُرَدُّدٌ بين المرسل، والرّسول والمرسَل إليه.


(١) في الأصل "من أسمائها"، وينظر الأزمنة وتلبية الجاهلية ١٣.
(٢) ساقط من ح، وينظر المقصور والممدود ٣٧٠.
(٣) في ح "تأول".
(٤) في ح "يريد رأي أبي علي الفارسي".
(٥) في الأصل "هكذا ذكر" ويرده ما بعده. وينظر الأزمنة وتلبية الجاهلية ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>