للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذا نصّ (١) ابن جنّي فيها الصّرف، وقال: "صَرّفوها كما جمعوها على مثال، "أحمَد وأحامد" وكذا حكى أبو عليّ أيضًا في "التَّذكرة" عن الكسائي، أنّ العرب صرفت مثل: "أسْوَد سالخ (٢)، والأبجل، والأكحل، والأخُيَل، والأجْدَل والأحْوصَ"، حيث خرج من حدّ النّعت إلى الأسماء، ولم يصرفوه أيضًا، قال الحارثى (٣):

كَأَنَّ بَنِي الدَّغْمَاءِ إذْ لَحقو بنا … فَراخُ القَطَا لَاقَيْنَ أَجْدَلَ بَازيَا

وقال في موضع آخر منها: "إجماعهم على ترك صرف "أدهم"، وأبطح، وأجرَع" ونحوه مما استعمل من (٤) هذه الصّفات استعمال الأسماء، لتكسيرهم إيّاها تكسيرها، وأنَّهم لم يجروها على الموصوفات؛ دلالة (٥) على أنَّ "أحمرَ" ونحوه إذا سُمّي به فنُكّر ينبغي ألَّا يُصْرَف، ألَا ترى أنَّه ليس في تسميتهم بها شيْء أكثر من أن يستعملوها استعمال الأسماء،


(١) في ح "وكذلك بن" وينظر.
(٢) الأسود: الحيّة العظيمة، وقيل له: "سالخ" لأنَّه يسلخ جلده كلّ عام، وهو أخبث الحيّات وأعظمها وأنكاها. التاج (سود)، وينظر شرح شواهد الإيضاح ٣٩٣.
(٣) في ح "الحري"، والحارثي هو جعفر بن علبة الحارثى الشاعر الفارسي. "الاشتقاق ٣٩٩، والمؤتلف ١٩٩، والبيت فيه ١٩، وفي شرح شواهد الإيضاح ٣٩٣، ونسبه العيني ٣/ ٢٣٧ للقطامي وهو في ديوانه ١٨٢ بيت مفرد.
(٤) في ح "في".
(٥) في ح "وفي هذا دلالة".

<<  <  ج: ص:  >  >>