للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كَما خُيِّرتْ عَادٌ مِن الدَّهْرِ مَرَّةً … سَحَائِبَ مَا فِيها لِذِي خِيْرَة أَنَقْ

سَحَائِبُ رِيْح لَمْ تُوَكَّلْ بِبَلْدَةٍ … فَتَتْرُكَها إلَّا كَما لَيْلَةُ الطَّلَقْ

قال (١): "فأمر به المنذر، ففصد، فلمّا مات غُري بدمه الغِريَّانِ، ولم يزل على هذه الحال، إلى أنْ ورد عليه بعد في يوم بؤسهِ حنظلة ابن أبي عفراء أو ابن أبي عفر (٢)، فرغب إليه أنْ يتركه، حتّى يرجع إلي أهله وولده، فيودّعهم ويوصيهم ثم يعود إليه، فقال له المنذر: وكيف يرجع أحدٌ إلى القتل بعد أن نجا، فحلف له أنه يفي بقوله، وأشار إلى شَريك بن عَمْرو أَبِى الحوفزان أنْ يضمنه، ففعل، ولَمَّا فرغ الأجل المضروب للعودة، قُدّم شريك للقتل فبَيْنا (٣) هو في تلك الحال قدِم حنظلة، فعجب المنذر من صبر شريك، ووفاء حنظلة، وكان هذا السّببُ في إبطال تلك العادّة القبيحة".

وذكر الهمداني في "الإكليل" (٤) نظير هذه القصّة إلَّا أنّ الضامن يمني لربعيّ فكرما أيضًا، ورأيت التنبيه عليها فمن شاء نظرها هناك] (٥).


(١) الأغاني ٢٢/ ٨٩.
(٢) في الأصل "عفرا وابن أبي عفر".
(٣) في الأصل "بينا" والفاء لربط الكلام.
(٤) الأكليل:
(٥) من قوله "وارتجال" حتى "هناك" ساقط من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>