فلو كنتَ في خلقاءَ أو رأسِ شاهقٍ ... وليسَ إلى منها النزول سبيلُ
ففصل بين الجار والمجرور بالظرف، الذي هو"منها" وليس كذلك حرف العطف في قوله: "ويوماً أديمها نغلا"، لأنه عطف على الناصب، الذي هو "ترى" فكأن "الواو" أيضاً ناصبة، والفصل بين الناصب ومنصوبه، ليس كالفصل بين الجار ومجروره، وإذا جاء بين لجار ومجروره، كان بين الناصب ومنصوبه أسهل.
ويحتمل في الآية، أن يكون "يعقوب" في موضع نصب، بفعل مضمر، دل عليه قوله:(فبشرناها بإسحق) ، والمعنى: آتيناها يعقوب، فإذا كان هذا، لم يكن فيه فصل.
وقد جاء في الشعر، الفصل بين المعطوف، والمعطوف عليه، فمن ذلك قول لبيد:
فصلقنا في مرادٍ صلقةً ... وصداءٍ ألحقتهمْ باالثَّللْ
ففصل "بصلقة" بين "مراد" وصداء، وفصل" بصداء" بين "صلقة" وصفتها، وقال الآخر: