كم، ومن، ونحو ذلك، فأما الفعل فإنه إذا أشبه معناه الحرف، فإنه لا يبني، ولا يمنع التصرف، ألا ترى أكثر الفعل كذلك، وذلك نحو: أستثني، وهو في معنى"إلا"، وهو مع ذلك متصرف معرب، وأنفي في معنى "ما"، لما فيها من معنى الجحدية، وأدعو وأنادي، وهما في معنى "يا" واسأل واستفهم في معنى "هل"، وكل واحد من هذا النوع معرب متصرف، فهذا يدفع قول من قال: يمنع الفعل لتصرف شبهه بالحرف.
ويجوز أن يكون معنى "أمسيت": معنى "صرت" فيكون قوله: "فيه" في موضع نصب، لوقوعه موقع الخبر، أي: أمسيت كائنا فيه، ويجوز أن يكون "أمسيت" بمعنى الدخول في المساء، "ففيه": ظرف للفعل متعلق بنفس أمسيت. ويكون بمعنى يقع.
قوله:"وراءه" هو على بابه: أن يكون في مغيبه فرج، لأن وراء الشيء، متوار عنه.
ويجوز أن يكون "وراء" هنا بمعنى: أمام، قال الله تعالى:(وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) أي أمامهم.
ويروى: أمسيت، وأمسيت، بضم التاء وفتحها، يحتمل أن يكون خاطب نفسه، أو رجلاً أسيراً من قومه، يؤنسه ويصبره.