حذف صفة معمول "رب"، لدلالة الكلام عليه، وهو قوله:"وأسرى من معشر".
فهذا المجرور، لا يصح أن يكون من صلة "أسرى"؛ لأن و"أسرى" معطوف على "رب" وهي لا بد لها من صفة، فكذلك ما عطف عليها، ويدل على ذلك، أنه أتى بنوعين. فقال:"رب رفد هرقته، ورب أسرى أخذتهم من معشر أقتال"، ومثله قول امرئ القيس:
ألا ربَّ قدْ لهوتُ وليلةٍ ... بآنسةٍ كأنَّها خطُّ تمثالِ
ويروى "وساعة".
فعطف "وليلة"، ولم يصفها، فمن روى "ساعة"، لما كانت تشارك اليوم في الصفة، جاز أن يحذف صفتها من اللفظ، وهي مرادة في المعنى، ومثل هذا قولهم: زيد ضربته، وعمرو، تريد: وعمرو ضربته فاكتفوا بالجملة الأولى، فكأنها ملفوظ بها.
وليس "الرفد، والأسرى"، كذلك؛ لأن صفة "الرفد" لا توافق صفة "الأسرى"، فأن تخليت وحملت على المعنى، فقلت: إن إراقة الرفد إتلاف، وأسر الأسرى إهانة وإتلاف، فتكون على هذا الصفتان من جنس واحد، مثل "زيد ضربته وعمرو"،