للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشاهد فيه

حذف علامة التأنيث مع التأخير ضرورة، كما حذفها مع التقديم، في المؤنث غير الحقيق، من قوله: "أبقلت"، لما كان الأرض في المعنى: المكان، فحمل على المعنى، فكأنه قال: ولا مكان أبقل إبقالها.

قال أبو علي: "حذف علامة التأنيث في التقديم، أحسن من حذفها مع التأخير، لأن الاسم إذا تقدم، فينبغي أن يكون العائد عليه من وفقه، في التذكير أو التأنيث، كما كان وفقه في التثنية والجمع، فكما أنه لو ثنى أو جمع الاسم مقدماً، عاد الذكر على ذلك الحد، كذلك إذا ذكر أو أنث، وليس كذلك إذا تقدم الفعل، لأنه لم يسند إليه شيء، فقد أن يخالف لأنه يصلح أن يسند إلى أشياء كثيرة، فليس يلزم لذلك أن يكون وفقاً لشيء.

ألا ترى أنهم قالوا: ما جاء إلا هند، فحملوا على المعنى، على أنه ما جاء أحد، وإن كان اللفظ غير ذلك، ولو قال: ما زيد إلا يجئني، لم يحتمل لتقدم زيد، أن يكون الفاعل ليجيء إلا واحداً في اللفظ والمعنى.

قال: فلهذا كان "ولا أرض أبقل إبقالها أقبح من قوله: أبقل الأرض، وقال غيره: إنما قبح ذلك، لاتصال الفاعل المضمر بفعله، وكونه كالجزء منه حتى لا يمكن الفصل بينهما، بما سدَّ مسدَّ علامة التأنيث.

وروى النحاس، عن أبي حاتم "أرض أبقلتِ أبقالها"، بتخفيف الهمزة،

<<  <  ج: ص:  >  >>