وفسره فقال: سدر: رجل يدور، وقوائم أربع: هم الملائكة، لا يدري كيف خلقهم، وشبه الملائكة في خوفها الله تعالى بهذا الرجل السدر.
فعلى هذا شبه السماء بإنسان سادر، لفلكه الدائر، فإنه من دورانه يسدر، ويتحير، وإنما اشترط قوائم أربعاً، لأنها أكثر تداولاً من اثنتين، وإنما قال:"تحتها"، ولم يقل فوقها، إشعاراً بخضوعهم، وخشوعهم لله تعالى وكان أمية قد تسمع الأخبار، وتتبع الآثار، وباحث الرهبان والأحبار، حتى علم من الأمور الشرعية كثيراً مما كانت تجهله العرب في الجاهلية، وكان ممن سمع أن نبياً يبعثه الله، ينسخ به الملل، ويختم به الرسل، وقد آن زمانه.
فلما بعث الله تعالى خير الرسل، ونخبة العرب والعجم، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حسده فجحده، وفيه أنزل الله تعالى:(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) الآية.