وقيل: إنما يليق الاستشهاد به على قوله: (انتهوا خيراً لكم) و (أمنوا خيراً لكم) ، على رأي صاحب الكتاب، لأن "خيراً" ينتصب عنده بفعل محذوف، صار هذا الظاهر بدلاً منه، لنه لما قال:"انتهوا" فغنما يريد أن يخرجه من أمر، ويدخله في آخر، ويقويه، أنه إذا أمره بالانتهاء، فقد أمره بترك شيء، وتارك شيء آتٍ ضده، فكأنه أمره أن يكف عن الشر والباطل، ويأتي الخير والحق، فقول أبي النجم:"تروحي أجدر" يشبه قوله تعالى: (انتهوا خيراً لكم) ، لأنه لما قال:"تروحي"، فكأنه قال: ائتي مكاناً أجدر.
وقال الكسائي في قوله تعالى:(انتهوا خيراً لكم) ، أنه منتصب على تقدير: يكن الانتهاء خير لكم.
وينتصب عند الفراء، على انه صفة لمصدر مقدرٍ، كأنه قال: انتهوا انتهاء خيراً لكم.
[معنى البيت]
يخاطب ناقته، والرواح: من وقت الزوال إلى الليل، ومعنى: أجدرَ، وأحقَّ، وحقيقٌ، وقمنٌ، وقمنٌ، سواءٌ.