و"أنجد""أفعل"، وهو من تكيسر القلة، والمراد به معنى الكثرة، ألا ترى أنه لا يريد "بأنجد" من الثلاثة إلى العشرة، وإنما من عادته، طلوع النجاد فهو يؤذن بالكثرة، كما قال العجاج:
وقد أكون مرَّةً نَجَّادَا
أطلعُ الفنجادَ والنّجَادَا
وقال الآخر:
وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفتى دونَ هَمّه ... وقد كان لولا القُلُّ طَلَّاعَ أنجد
فهذا "أفعل" يراد به "الفعال"، على مامضى.
وليس قوله:"أنجداً"، وهو يريد الكثرة، وهو النَّجاد، وكلَّ واحد، من أقلام وأرسان وأقدام وأرجل، لم يكسر إلا تكسير القلة البتة.
فكان مجيء كل واحد منها مراداً به معنى جمع الكثرة، أسهل من مثال القلة ملفوظا به، مرادا به معنى جمع الكثرة. فتأمله. وقد كثر مجيء لفظ جمع القلة، والمعنى به معنى الكثرة.