للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حكاية]

كان دريد خطب الخنساء فردته، وكان رآها متجردة، تهنأ بعيراً، فقال:

حيُّوا تماضرَ واربعوا صحبي ... وقفوا فإنَّ وقوفكم حسبي

أخناسُ قد هام الفؤادُ بكم ... واعتاده تبلٌ من الحبِّ

ما إنْ رأيتُ ولا سمعتُ (به) ... كاليوم طاليَ أينقٍ جربِ

مبتذِّلاً تبدو محاسنه ... يضعُ الهناءَ مواضعَ النَّقبِ

قال أبو عبيدة: لما خطبها دريد، بعثت جاريتها، وقالت: انظري إليه إذا بال، فإن كان بوله يخرق الأرض ويخد فيها، ففيه بقية وإن كان بوله يسيح على وجهها، فلا بقية فيه.

فرجعت إليها، وأخبرتها أن بوله يسيح.

فقالت: لا بقية في هذا، فأرسلت إليه: "ما كنت لأدع بني عمرو، وهم كعوالي الرماح وأتزوج شيخاً".

فقال دريد:

وقاكِ اللهُ يا ابنةَ آلِ عمرو ... من الفتيانِ أشباهي وجنسي

<<  <  ج: ص:  >  >>