للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأولى لنفسيَ أولى لها

قال: أولى لها: قد دنت من الهلكة.

وحكى أبو زيد، "هاه" الآن، و "اولاه" الآن، وهذا يدل على أنه اسم لا فعل، كما يظن، وهاه: اسم قاربت، وهي نحو أولى لك.

وإنما بنيت هذه الأسماء، التي سمي بها الفعل في الخبر، حملاً على بناء الأسماء المسمى بها الفعل، في الأمر والنهي، ألا ترى أن الموضع في ذلك لها، لأن الأمر والنهي بالأفعال لا غير، والخبر قد يكون بالأسماء من غير اعتراض فعل فيه، نحو: أخوك زيد، فلما كان الموضع في ذلك، إنما هو لأفعال الأمر والنهي، وكانا لا يكونان إلا بحرفيهما، "اللام" و"لا" حمل ما سمي به الفعل في الخبر، على ما سمي به الأمر والنهي، كما حمل هذا الحسن الوجه، على الضارب.

[لغة البيت]

العقيق: واد بالحجاز، كأنه عق أي: شق، غلبت الصفة عليه، غلبة الاسم، ولزمته الألف واللام، لأنه جعل الشيء بعينه، على ما ذهب إليه الخليل في الأسماء الأعلام، التي أصلها الصفة، كالحارث والعباس.

والعقيقان: بلدان في بلاد بني عامر، من ناحية اليمن.

فإذا رأيت هذه اللفظة مثناة، فإنما يعنى بها ذانك البلدان.

وإذا رأيتها مفردة، فقد يكون أن يعنى بها العقيق، الذي هو واد بالحجاز، وأن يعنى بها أحد هذين البلدين، لأن هذا قد يفرد "كأبانين" قال امرؤ القيس:

<<  <  ج: ص:  >  >>