وإن أتاه خليلٌ يومَ مسألةٍ ... يقولُ لا غائبٌ مالي ولا حرامُ
وإنما قبح مثل هذا، ولم يحسن إلا في الشعر من طريق أن "إن" عملت في الشرط فلا يحسن إلا أن يكون لها جواب ينجزم بما قبل، فهذا الذي يشاكلها إذا أعملت، وإنما يحسن إذا قلت: إن أتيتني آتيك، والتقدير: آتيك إن أتيتني، ولا يحسن آتيك إن تأتني إلا في الشعر كما تقدم.
ووقع في نسخ "الإيضاح" مرفوعاً، والصحيح جزمه با بشر، الذي هو "من"، لأن سيبويه استشهد بهذا البيت على المجازاة "بمن"، مع دخول"لا" عليها، ولمتغير عملها، لأننا لغو فيه، كما تطون في مواضع كثيرة.
وأنشد أبو علي في الباب.
[(٢١٣)]
شرحُ اليدينِ إذا ترفعتِ الضُّحى ... هدجَ الثفالِ بحملهِ المتثاقلِ
[الشاهد فيه]
تأنيث"الضحى"، وإن لم تكن فيه علامة التأنيث، استدل عليه بقوله:"ترفعت"، ويصغر بغير هاء التأنيث "ضحي".