يحكى أن عريب جارية المأمون دخلت عليه، وفي يده سواك فناولها السواك، فكرهت أن تمانعه أخذه، فتزول عن سلطانه، وسبيل طاعته، وتستدعي سخطه بمخالفته، وتطيرت من تناوله، فمدت يدها إليه متكارهة، وأرسلت دمعتها تنحدر كالجمان، فعجب المأمون من فعلها، وسألها عن شأنها، فقالت: إن فرط الحب، وغلة الاشتياق، يخرجان المحب إلى التطير من كل ما يحاذر أن يقدح في الود، ويزيل عن العهد، ولذلك يقول القائل: