للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[معنى البيت]

يقول: إن فا هذه المرأة طيب الرائحة، لتعاهد بالسواك، فإن لم تجد عود أراكة، استاكت بالإسحل.

وفي هذا الشعر:

ديارٌ لسعدى إذْ سعادُ جدليةٌ ... من الأدمِ خمصانُ الحشا غيرُ خنثلِ

هجانُ البياضِ أشربتْ لونَ صفرةٍ ... عقيلةُ جوٍّ عازبٍ لمْ يحللِ

يحكى أن عريب جارية المأمون دخلت عليه، وفي يده سواك فناولها السواك، فكرهت أن تمانعه أخذه، فتزول عن سلطانه، وسبيل طاعته، وتستدعي سخطه بمخالفته، وتطيرت من تناوله، فمدت يدها إليه متكارهة، وأرسلت دمعتها تنحدر كالجمان، فعجب المأمون من فعلها، وسألها عن شأنها، فقالت: إن فرط الحب، وغلة الاشتياق، يخرجان المحب إلى التطير من كل ما يحاذر أن يقدح في الود، ويزيل عن العهد، ولذلك يقول القائل:

أهدى لهُ أحبابهُ أترجةً ... فبكى وأشفقَ منْ عيافهِ زاجرِ

خافَ التلوُّنَ والصُّدودَ لأنها ... لونانِ باطنها خلافُ الظَّاهر

فضحك المأمون وقال: إن حبك قد تمكن من قلبي، وملك جوارحي، فسلطانه أعز من أن يزيله حادث، أو يرثه وارث، وإني لك كما قال أبي لإحدى جواريه:

<<  <  ج: ص:  >  >>