قال سيبويه:"إنما ترك التنوين، لأنه لم يجعل، أقوت من صفة الدار، ولكنه قال: يا دار، ثم أقبل بعد يحدث عن شانها، فكأنه لما قال يا دار: أقبل على إنسان، فقال: أقوت، وتغيرت، فكأنه لما ناداها، قال إنها قد أقوت يا فلان.
وإنما أردت بهذا أن تعلم أن أقوت ليس بصفة، ومثل ذلك قول الحوص:
يا دارُ حسَّرها البلى تحسيرا ... وسفتْ عليها الرَّيح بعدكَ كورا
وأنشد أبو علي في الباب.
[(١٥٦)]
يكلُّ وفدُ الرَّيحِ منْ حيثُ انخرقْ
هذا الرجز لرؤبة بن العجاج، وقبله:
وقاتمِ الأعماقِ خاوي المخترقْ
مشتبهِ الأعلامِ لمَّاعِ الخفقْ
الشاهد فيه
قوله: "يكل وفد الريح" استعار الكلال للريح.
اللغة
الكلال: الإعياء، ولذلك سمي مرفأ السفن: المكلاء، ومنه الكلاء، كلاء البصرة.