وأنشد أبو علي في باب، ما جاء جمعه على غير بناء واحده المستعمل.
[(٢٨٤)]
منَ آلِ أبي موسى ترى الناسَ حوله ... كأنَّهمُ الكروانُ أبصرنَ بازيا
هذا البيت لذي الرمة.
[الشاهد فيه]
قوله:"الكروان" جمع كروان، وهو طائر معروف، وليس هذا الجمع لهذا الاسم بكماله، ولكنه على حذف الزيادة، كأنه جمع "فعلاً"، فراعى حذف الألف والنون، لأنهما زائدان، فبقي "كرو" فقلبت واوه ألفاً؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها طرفاً، فصارت "كرا" ثم كسرا "كرا" على "كروان"، كشبث وشيبثان، وخرب وخربان، وورل وورلان، وبرق وبرقان، وأخ وإخوان.
وعليه قولهم:"أطرق كرا إن النعام بالقرى"، إنما هو ترخيم "كروان" على قوله: يا حار.
فالواو الآن في "كروان" إنما هي بدل من ألف "كرا" المبدلة من واو "كروان"، ومثله قوله تعالى:(حتَّى إذا أبلغ أشدَّهُ) .