"رويدا" نصب على المصدر، أي: أرود إرواداً، غير انه حقره تحقير الترخيم، بحذف زيادتيه.
وهذا يرد على الفراء في قوله:"إنه لا يحقر الاسم تحقير الترخيم، إلا في الأسماء الأعلام، نحو قولهم في أسود، سويد، وفي أزهر: زهيرٌ" ولا يدفع أن يكون ذلك في الأعلام أقيس منه في الأجناس، من حيث كانت العلمية فيه دلالة على المحذوف المراد منه.
فأما ألا يجوز إلا في الأعلام فلا ألا ترى إلى قولهم في تحقير أكمت وكمتاء: كميت، ويقال في تحقير السُّكَّيْتُ سُكَيْتٌ، ويقال:"لقيته صكَّة عميٍّ" يجوز أن يكون "عميٌّ" هذا تصغير "أعمى" أي لقيته في صكة شديدة، يعني شدة الحر.
فكأنهم إنما حقروا هذه، إرادة لما في نفوسهم من السكون والرفق فكان التحقير أليق بذلك، وأذهب به فيما اعتزموه وأوردوه.
ورويد: تتصرف إلى أربعة اوجه:
الوجه الأول: أن يكون اسماً للفعل، لأنه وقع موقع فعل الأمر، وهو مبني فوجب أن يبنى.
الوجه الثاني: أن يكون صفة فيعرب، لأنه لم يقع موقع مبني، فيستحق البناء، كقولك: ساروا سيراً رويداً.