استشهد به على أن "من" ليست للمفاضلة، نحو: هذا أحسن منك، وأفضل من عمرو، وإنما هي كالتي في قولنا: أنت من الناس حر، أي: أنت فيهم حر، وهذا الفرس من الخيل كريم.
فكأنه قال: لست من بينهم بالكثير حصى، أو لست فيهم، ولو كانت "من" التي تصحب "أفعل"، لكان التعريف بالألف واللام، في قوله:"الأكثر" منقوضاً بقوله: "من"، لأن ألف واللام للتعريف، و"من" تدخل للتخصيص، فلو جمع بينهما لكان تناقضاً.
ووجه آخر: وهو أن قوله: "الأكثر"، دل على أكثر، فكأنه قال: ولست بالأكثر، أكثر منهم حصى منم قبيلتك، لأي: فيهم من هو أكثر منك.
كما تقول: زيد ليس بالفاضل من بني تميم، أي، من أفضلهم، كأنه قال: هو من أراذلهم.
وقد أجاز أبو علي، وغيره: أن تتعلق "من" بقوله: ولست، كأنه قال: ولست منهم بالأكثر حصى، وهو وجه حسن.
[اللغة]
الحصى في هذا الموضع: العدد والكثرة، والحصى أيضاً: جمع حصاة، كنوى ونواة، والحصاة أيضاً: العقل، وهي "فعلة" من أحصيت، لأنه به تحصى الأشياء، يقال:"ما له حصاة ولا أصاة"، قال طرفة: