للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منها، وذلك شارف، وأطل، ونحو ذلك، وكل متصرف، تقول: هو يشارف مشارفة، ويطل إطلالاً، قيل: في "عسى" سر ليس في غيرها مما ذكرت، وهو أنها تأتي واجبة وليس كذلك شارف، وأطل، وقاربن لأن هذه على كل حال ليست للوقوع البتة، و"عسى" واجبة، فهي أشد مبالغة في ذلك منهن، ألا ترى أن جميع ما في التنزيل منها واجب، إلا حرفا واحداً: وهو قول الشاعر:

ظنِّي بهمْ كعسى وهمْ بتنوفةٍ ... يتنازعونَ جواهرَ الأمثالِ

أي: ظني بهم كاليقين.

فلما تناهت "عسى" في معناها، وكان فيها من ذلك ما ليس في غيرها، أخرجت عن بابها، وباب الفعل الذي يخصه هو التصرف، فمنعته.

وذهب بعضهم إلى أن "عسى" إنما منعت التصرف، لشبهها "بلعل"، و "لعل" حرف لا يتصرف، كما لا تتصرف الحروف.

وهذا اعتبارا يقود إليه ضعف نظر القائل به، وذلك أن شبه الحرف معنى، مضعف للاسم لا للفعل، ألا ترى أن جميع ما يبنى من الاسم لشبه الحرف، نحو

<<  <  ج: ص:  >  >>