للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جندباً، وكانا يؤثران العاق عليه، فمتى كان مهم دعي له، وترك العاق، ومتى كان نفع وفائدة دعي العاق وترك البار، يبين هذا قوله:

يا ضمرَ خبِّرني، ولست بكاذبٍ ... وأخوكَ نافعكَ الَّذي لا يكذبُ

هلْ في القضيَّةِ أنْ إذا استغنيتمُ ... وأمنتمُ فأنا البعيدُ الأجنبُ

وإذا الشَّدائدُ بالشَّدائدِ مرَّةً ... أشجتكمُ فأنا الحبيبُ الأقربُ

ولما لكمْ أنفُ البلادِ ورعيها ... ولنا الثَّمادُ ورعيهنَّ الأجدبُ

وإذا تكونَ كريهةٌ أدعى لها ... وإذا يحاسُ الحيسُ يدعى جندبُ

هذا وجدِّكمُ الصَّغارُ بعينهِ ... لا أمَّ لي إنْ كانَ ذاكَ ولا أبُ

عجبا لتلكَ قضيَّةً وإقامتي ... فيكمُ على تلكِ القضيَّةِ أعجبُ

والحيس: خلط الأقط بالتمر.

ومثل هذا المعنى قول: عطية بن عمرو العنبري، من أصحاب المهلب:

يدعى رجالٌ للعطاءِ وإنَّما ... يدعى عطيَّةُ للطِّعانِ الأجردِ

ومثله قول جرير: لجده الخطفى، وقسم ماله على إخوته، وقصر بجرير، فسأله أن يلحقه بهم، فلم يفعل فقال.

فأنتَ أبي ما لمْ تكنْ ليَ حاجةٌ ... وإنْ عرضتْ فإنَّني لا أباليا

<<  <  ج: ص:  >  >>