وإن كانت "أو"، إنما هي في أصل وضعها، لأحد الشيئين.
وإنما جاز ذلك فيها في هذا الموضع لا لشيء يرجع إلى نفس "أو"(بل) بقرينة انضمت إليها من جهة المعنى، وذلك أنه قد عرف، أنه ربما رغب في مجالسة الحسن؛ لما لمجالسته في ذلك من الحظ، وهذه الحالة موجودة في مجالسة ابن سيرين، فعلم من فحوى القول أنه قد أبيح له مجالسة ابن سيرين أيضاً كأنه قال: جالس هذا الضرب من الناس.
ثم إنه لما رأى "أو" في هذا الموضع قد جرت مجرى "الواو" بقرينة، تدرج من ذلك إلى غيره، فأجراها مجرى "الواو" في موضع عار من القرينة التي سوغت استعمال "أو" موضع الواو.
وسيان مرفوع "بكان" و"ألا يسرحوا" في موضع الفاعل به، يسد مسد خبر "كان".
وإنما جاز أن يكون "اسم كان" وهو نكرة، لما فيه من معنى التسوية ويحتمل أن يكون في "كان" ضمير الأمر والشأن، ويرفع "ألا يسرحوه" بالابتداء، و"سيان" خبره، والجملة خبر كان، والتقدير: وكان الأمر السرح وتركه سيان، ومثله قوله تعالى:(أوْ لمْ تكنْ لهمْ آيةٌ أنْ يعلمهُ علماءُ بني إسرائيل) .