للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من فضله، وغنائه، ومثل هذا الانتزاع قول الآخر:

إنَّ الذِّئابَ قدْ اخضرَّتْ براثنها ... والنَّاسُ كلُّهمُ بكرٌ إذا شبعوا

أي: الناس إذا شبعوا تعادوا؛ لأن بكراً كذلك تفعل.

ونحو منه قول الآخر: وإن لم يكن المعول عليه علماً:

ما أمُّكَ اجتاحتِ المنايا ... كلُّ فؤادٍ عليكَ أمُّ

أي: كل فؤاد عليك حزين، وكئيب، إذ كانت الأم هكذا غالب أمرها، ولاسيما مع المصيبة، وعند نزول الشدة.

وقد مر به الطائي الكبير، فأحسن فيه، واستوفى معناه، فقال:

فلا تحسبا هنداً لها الغدرُ وحدها ... سجيَّةُ هندٍ كلُّ غانيةٍ هندُ

فكأنه قال: كل غانية غادرة أو قاطعة، أو غير ذلك.

وقد جاء في كتاب الله تعالى: (وهوَ اللهُ في السَّمواتِ) .

قال أبو علي: العامل في المجرور، ما في اسم الله تعالى، من معنى الإلاهية، ينتزع منه معنى المعبود، أو الموجود. أو نحو ذلك، ومثله قوله تعالى: (إنَّها لظى، نزَّاعةً للشَّوى) ، في قراءة من نصب على الحال، والعامل في

<<  <  ج: ص:  >  >>