للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنث الأقارب، لأنه أراد الجماعات.

وكان سبب هجوه إياه، انه مدح عمرو بن مسلم الباهلي، فأمر له بثلاث مئة درهم، وكان عمرو بن عفراء الضبي صديقاً له، فلامه.

فقال: تعطي الفرزدق ثلاث مئة درهم، وإنما كان يكفي أن تعطيه عشرين درهماً.

فبلغ ذلك الفرزدق فقال يهجوه:

نهيتُ ابن عفرا أنْ يعفَّرَ أمَّهُ ... كعفرِ السَّلا إذْ جرَّرتهُ ثعالبهْ

إنَّ امرأً يغتابني لمْ اطأْ لهُ ... حريماً ولا تنمهاهُ عنَّي أقاربهْ

كحتطبٍ ليلاً أساودَ هضبةٍ ... أتاهُ بها في ظلمةِ اللَّيلِ حاطبهْ

ألمَّا استوى ناباي وأبيضَّ مسحلي ... وأطرقَ إطراق الكرى منْ أحاربهْ

ستعلمُ يا عمرو بنَ عفرا منْ الَّذي ... يلامُ إذا ما الأمرُ غبَّتْ عواقبهْ

فلو كنتَ ضبَّيّاً صفحتُ ولوْ جرتْ ... على قدمي حيَّاتهُ وعقاربهْ

ولكنْ ديافيٌّ أبوهُ وأمُّهُ ... بحورانَ بعصرنَ السَّليطَ أقاربهْ

الإعراب

ديافي: خبر المبتدأ المضمر، والتقدير: ولكن أنت ديافي، لما تقدم ذكره، وأبوه: مبتدأ ثان، وأمه: معطوف عليه، والخبر: في المجرور الذي هو "بحوران"، و"يعصرن السليط أقاربه"، جملة في موضع الصفة لديافي، ويجوز رفع "ديافي"، على أنه خبر المبتدأ، و"أبوه": مبتدأ، وأمه: مبتدأ ثان، وخبرها محذوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>