قام هرم للتفصيل بينهما، قال: إنكما يا بني جعفر، قد تحاكمتما عندي، وأنتما كركبتي البعير الآدم الفحل، تقعان على الأرض معاً، وليس منكما أحد، إلا وفيه ما ليس في صاحبه، وكلاكما سيد كريم، فتفرق الناس، ولم يفصل واحداً منهما على صاحبه، وكره أن يجلب بذلك شراً على الحيين، وهما أبناء عم.
وعاش هرم حتى أدرك خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له عمر: يا هرم، أي الرجلين كنت مفضلاً، لو فعلت؟! قال: لو قلت ذلك اليوم، يا أمير المؤمنين، عادت جذعة، ولبغت سفعات هجر.
فقال عمر رضي الله عنه: نعم مستودع السر أنت! وهجا بهذا الشعر، علقمة بن علاثة، ومدح عامر بن الطفيل.