نحو: قائمه وضاربه، لنا أن الهاء في الوقف بدل من التاء في الوصل، وأما قول الشاعر:
العاطفونة حين ما من عاطف ... والمسبغون يداً إذا ما أنعموا
ففيه قولان: أحدهما: أنه أراد: أن يجريه في الوصل على حد ما يكون عليه في الوقف، وذلك أنه يقال في الوقف: هؤلاء مسلمونه وضاربونه، فيلحق الهاء لبيان حركة النون، كما أنشدوا:
أهكذا يا طيبَ تفعلونهْ ... أعللاً ونحنُ منهلونهْ
فصار القدير: العاطفونه، ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأنيث، فلما احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قبلها تاء، كما تقول في الوقف: هذا طلحه، فإذا وصلت، صارت الهاء تاء، فقلت: هذا طلحتنا.
فعلى هذا قالوا: العاطفونة، ويؤنس بهذا القول، وما أنشدوه من قوله:
منْ بعدما وبعدما وبعدمتْ
أراد: بعدما، فأبدل الألف في التقدير هاء، فقال: مه، كما قال الآخر: