كأنِّي أنادي صخرةً حينَ أعرضتْ ... منَ الصُّمِ لو تمشي بها العصمُ زلَّتِ
صفوحاً فما تلقاكَ إلاَّ بخيلةً ... فمنْ ملَّ منها ذلكَ الوصلَ ملَّتِ
قال الصولي: أبو بكر محمد بن يحيى بن العباس: كان لكثير بن عبد الرحمن غلام تاجر فأتى الشام وهي لا تعرفه، فابتاعت منه حاجتها، ولم تدفع له ثمنها، فكان يختلف إليها مقتضباً، فأنشد يوماً قول مولاه:
قضى كلُّ ذي دين.... البيت
فقالت له المرأة التي ابتاعت الثياب لها: فهذه والله دار عزة، ولها ابتعت الثياب.
فقال: وأنا والله غلام كثير، فأشهد الله أن الثياب لها، ولا آخذ من ثمنها شيئاً، فبلغ ذلك كثيراً فقال: وأنا والله أشهد أنه حر، وأن ما بقي من المال له.