وإنك قد تجد اللام إذا كانت ساكنة، وهي لغير التعريف مظهرة، غير مدغمة.
الوجه السادس: لمَ جعلوا حرف التعريف أولاً، ولم يكن آخراً؟ عن ذلك جوابان: أحدهما: وهو القوي، أنهم إنما خصّوا لام التعريف بأول الاسم دون آخره، من قبل أنهم صانوه وشحوا عليه، لحاجتهم إليه، فجعلوه في موضع، لا يحذف فيه حرف صحيح البتة.
واللام حرف صحيح، وذلك الموضع هو أول الكلمة، ولما كان آخر الكلمة ضعيفاً قابلاً للتغيير في الوقف وغيره، وقد تحذف فيه أيضاً، أنفس الكلم، نحو قولهم في الترخيم: يا حارِ، ويا منصِ، وغير ذلك، كرهوا أن يجعلوا اللام في آخر الاسم، فيتطرق عليها الحذف في بعض الأحوال، مع حاجتهم إليها، وشدة عنايتهم بها، فحصّنوها، واحتاطوا عليها، بأن قدموها في أول الاسم، لتبعد عن الحذف والاعتلال.
والجواب الثاني: أنه حرف زائد لمعنى، وحروف المعاني في غالب الأمر، إنما مواقعها أوائل الكلام، لاسيما وهي لام، فأجريت مجرى لام الابتداء، ولام الإضافة، ولام الأمر ولام القسم، وغير ذلك؟ ن فقدمت كما قدمن.
الوجه السابع: كم مواقعها في الكلام؟ وعلى كم قسم تتنوّع فيه؟ اعلم أن لام المعرفة تدخل على الأسماء على ضربين: أحدهما للتعريف، والآخر الزيادة، كما تزاد الحروف فلا تدل على المعاني، التي تدل عليها إذا لم تكن زائدة.