الغرض، لقابل العين الصحيحة، وهيجه، بالعور، وهو عرض وهذا قبيح في الصنعة.
وقد يجوز أن يريد: العين الصحيحة، بذات العور، فحذف.
وكل هذا، ليقابل الجوهر بالجوهر، لأن مقابلة الشيء بنظيره أذهب في الصنع وأشرف في الموضع.
قال سيبويه:"حدثنا بعض العرب، أن رجلاً من بني أسد، قال يوم جبلة، واستقبلته بعير أعور، فتطير، فقال: يا بني أسد، "أعور وذا ناب"، فاستعمل الأعور للبعير".
ووجه نصبه، أنه لم يرد: أن يسترشدهم، ليخبروه عن عوره، وصحته، ولكنه نبههم، قال: أتستقبلون أعور وذا ناب، فالاستقبال في حال تنبيهه إياهم كان واقعاً، وأراد أن يثبت الأعور، ليحذروه.
فأما قول سيبويه في تمثيل النصب: أتعورون، فليس من كلام العرب، ونظير ذلك قوله في "الأعيار" من قول الشاعر: