للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبو الحسن: فخرجت أنا وأبو الحسن ابن الجزيري وأبو عبد الله بن الأندلسي و (من) (٦٢) كان معنا، فوقف وقال: إذا قلت قولا وفرغت منه فقولوا:

آمين، ولا تختلف أصواتكم، فقلنا نعم. فصاح بأعلى صوته وحوّل وجهه إلى جهة صبرة (٦٤) وقال: اللهم العن ذا الأمير الصنعاني. (ثم) (٦٢) قال: : قولوا:

آمين. قال: فعالجنا أن تتفق أصواتنا فلم نقدر، فنزق علينا، ثم قال: اللهم العن ذا الأمير الديصاني (٦٥) فما اتفقت أصواتنا إلاّ عن جهد وشدّة. قال:

(ثم) (٦٦) أخذ عصاه (٦٦) وجاء إلى العمود الذي في المجنبة، فأقبل يطعن فيه بعصاه وهو يقول: ابن باديّة هذه في قلبك، هذه في بطنك، هذه في عينك. قال:

وهو في جهد حتى عرق عرقا عظيما، ثم دخل (إلى) (٦٢) المسجد فجلس وجلسنا حوله وهو يلهث ويقول: الحمد لله ... الحمد لله

قال الشيخ أبو الحسن: ومرض مرضة شديدة أشفى فيها على الموت.

قال: فأروا ماءه (٦٧) لابن الجزار الطبيب (٦٨) -وكان ابن الجزار على خلاف السنّة- فلما رآه (٦٩) قال: ليس يغلق (٧٠) الخمسة أبدا، هو ميّت، فلما رجع الرسول من


(٦٤) اشتق اسمها من صبر عسكر المنصور الفاطمي في الحرب (المقدسي: وصف المغرب ص: ١٦). وتعرف ايضا ب‍ «المنصورية» نسبة إلى بانيها إسماعيل المنصور بالله الفاطمي، بناها سنة ٣٣٧ بعد انتصاره على أبي يزيد وربما دعيت بالاسمين معا، فقبل: «صبرة المنصورية» ينظر: صورة الارض ص: ٤٨، مسالك البكرى ص: ٢٥، الروض المعطار ص: ٣٥٤.
(٦٥) هذا يشير إلى ما يرويه مؤرخو السنّة وعلماؤهم عن أصل عبيد الله المهدي وإرجاعهم له إلى ميون بن ديصان أحد كبار الزنادقة في صدر الدولة العباسية. ينظر: الكامل لابن الاثير: ٢٨: ٨ - ٢٩ [حوادث ٢٩٦]
(٦٦) في (ق): عصاته.
(٦٧) في الأصلين: فارواماه. ولم نجد لها معنى في المعاجم. فأصلحناها بما يناسب السياق والمقصود: أروه بوله ..
(٦٨) أبو جعفر احمد بن إبراهيم بن أبي خالد المعروف بابن الجزار. من عائلة اشتهر افرادها بممارسة علم الطب والمهارة فيه. وكان أبو جعفر إلى جانب علمه بالطب أديبا ومؤرخا وجغرافيا. توفي سنة ٣٦٩.ينظر عنه: طبقات ابن جلجل ٨٨ - ٩١.والمصادر التي أحال عليها المحقق، ورقات عن الحضارة العربية ٣٠٦: ١ - ٣٢٢.
(٦٩) في (ب): راماه.
(٧٠) في (ق): يلغو. والمثبت من (ب).