للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الناس استقى الماء وغسل الميض) (٨). وكان ربما جعل خدّه على الموضع المغسول تواضعا (لله عزّ وجلّ) (٩)، ثم انتقل من حال إلى حال حتى بلغ الدرجة التي مات عليها.

وكان يخدم المرابطين ويأتي إلى الشعراء بثلاثة (١٠) حبال يعمل (١١) فيها (١٢) ثلاث حزم من حطب ويشدّهم وينقلهم قليلا قليلا حتى يأتي بالجميع إلى القصر (١٣).

وكان يعجن لصالحي الموضع ويخبز لهم. ويقوم [في] (١٤) اللّيل في الشتاء فيسخن الماء لمن أراد منهم غسلا (١٥) أو وضوءا. وكان يقول: خدمت المرابطين ثلاثين سنة وخدموني ثلاثا (١٦) وثلاثين سنة، فلهم عليّ الفضل.

وانتفع الشيخ أبو الفضل الغدامسي بشيخ جليل متعبد يعرف بالباجي، على يديه تعلم القرآن. وبعد موته رأى أبو الفضل رؤيا، قال: رأيت معلمي الباجي في المنام، فسألته عن حاله، فذكر خيرا، فقلت له: فكيف (١٧) كان موتك وكيف (١٧) كان خبرك؟ فقال: لما متّ ردّت/إليّ نفسي. فكنت أعرف كلّ ما تصنعون (١٨) بي حتى أخرجتموني وغسلتموني وكفّنتموني، وصليتم عليّ، فلما دفنتموني وانصرفتم عنّي، صاح بي صائح يا رجل، يا رجل، فما علمت أنه يريدني، فصاح بي يا هذا الذي نزل عندنا الساعة، فقلت له: ما تريد مني؟ فقال لي: اقرأ، أما ترى ما جاءك؟ قال: فانطلق لساني في سورة يس. قال:


(٨) ما بين القوسين ساقط‍ من (ب).
(٩) ساقط‍ من (ب)
(١٠) في الاصلين: بثلاث.
(١١) استعمال تونسي بمعنى: يضع.
(١٢) في (ق): فيهم. والاصلاح من (ب).
(١٣) في (ب): الى الحصن.
(١٤) زيادة من (ب).
(١٥) عبارة (ب): لمن اراد الغسل منهم.
(١٦) في (ب): ثلاثة.
(١٧) في (ق): كيف. والمثبت من (ب).
(١٨) في الأصلين: تصنعوا