للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأتاني الملكان فقال أحدهما للآخر: سله، فقال له: كيف أسأله (١٩) أما تسمعه (٢٠) يقرأ قلب القرآن. قال فمضيا عني وما سألاني.

ذكر عنه أنه قال: ما عصيت الله تعالى قط‍ في عمري-فيما أعلم-إلاّ ثلاث مرات. أما واحدة: فإني رأيت رجلا (٢١) يخنق أبي حتى ضيّق عليه (٢٢).

والثانية: حين كنت شابا راودني إنسان على نفسي-وكان معروفا بالسوء- فقلت له: انصرف عني وإلاّ فقأت عينك، فلم ينصرف، فأخذت حصاة (٢٣) فرميته بها، فطارت عينه الواحدة، ثم ألحّ عليّ (٢٤)، فقلت له: إن لم تنصرف وإلاّ فقأت عينك الأخرى، (فلم ينصرف) (٢٥)، فأخذت حصاة (٢٣)، فرميت بها عينه الأخرى، فذهبت، فبقي أعمى لا يبصر. ورأيته بعد ذلك في الأسواق أعمى يتكفّف الناس. ولم يخبرنا بالثالثة، رحمة الله عليه.

قال الشيخ أبو الحسن الفقيه-رحمة الله عليه-: يقال إنه لم يغضب في عمره إلاّ ثلاث غضبات كلها لله، واحدة منها في/خبر أبيه في بلده واثنتان في المنستير إحداهما (٢٦): في خبر أبي سوادة (٢٧)، وكان شيخا صالحا، فأوذي فغضب له أبو الفضل وانتصر له، والثالثة: في خبر القط‍ الذي كان يسمّى «نسنس» (٢٨)، وذلك أن (٢٩) ابن أبي الربيع جلس عند الميضاة يغسل حيتانا، فأخذ «نسنس» منها حوتا، فضربه ابن أبي الربيع ضربة منكرة، فغضب أبو


(١٩) في (ب): نسأله
(٢٠) في (ق): انت تسمعه. والمثبت من (ب).
(٢١) في (ق): واحدا. والمثبت من (ب).
(٢٢) في (ق): وقد ضيّق عليه. والمثبت من (ب).
(٢٣) في (ب): حصا.
(٢٤) في (ب): فألحّ عليّ
(٢٥) ساقط‍ من (ب).
(٢٦) في (ق): أحدهما. والمثبت من (ب).
(٢٧) هو أبو سوادة بن الفراء. تقدم تعريف المؤلف به ضمن وفيات سنة ٣١٤.
(٢٨) في (ق): بدون اعجام. وفي (ب): نسيس.
(٢٩) في (ق): وذلك الى.