للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أبو محمد الجبي: ما رأيت أهون من الدنيا عند أبي الفضل ولا أقل وزنا: وذلك أن رجلا أتى إليه وهو يجري ويلهث حتى سال عرقه، فقال له أبو الفضل: ما دهاك؟ فقال: أتيت لأبشّرك بوصول لوح (٦٩) مشحون أرسل [به] (٧٠) إليك، فقال له: وهذا الذي صيرك بهذه الحالة؟ فقال له: نعم، فقال له: اذهب فبارك (٧١) الله لك في اللوح بما فيه.

قال أبو محمد بن أبي زيد (الفقيه) (٧٢): بلغني أن ابن عمّ له بغدامس توفي وليس له وارث غيره وترك جنانا وغلاما فيه محافظا (٧٣) على صلواته من الأتقياء، فقال: أشهدكم أنه حرّ وأن الجنان عليه صدقة.

قال أبو محمد الجبي: أتى ليلة أبو محمد بن التبان الفقيه إلى أبي الفضل الغدامسي ليبيت عنده، فصاح بابن مؤنس (٧٤) ورشيد وقال لهما: الفقيه بات عندنا الليلة وليس عندنا (٧٥) ما نعشّيه (وما يصلح له) (٧٦)، الحقوني (٧٧)، قال:

فمضى ابن مؤنس (٧٨) في الوقت إلى القصر فوجد سبع حجلات مع (بدوي) (٧٦) فاشتراهم وأتى بهم، فلما رآهم الشيخ سرّ بهم سرورا عظيما، ودخل إلى بيته وأخرج نعلا طائفيا (٧٩) جديدا مما أهدي إليه، وقطائع (٨٠) وأشياء مما يساوي دنانير،


(٦٩) كأنه يقصد ب‍ «اللوح»: السفينة. وقد وصف المولى سبحانه سفينة نوح-عليه السلام-بأنها ذات ألواح، فقال: وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْااحٍ (القمر ١٣) وتعرض دوزي (ملحق القواميس ٥٥٦: ١) الى هذا اللفظ‍ وأشار الي نصّ المالكي هذا وعقب عليه بانه لم يفهم المراد منه.
(٧٠) زيادة من (ب).
(٧١) في (ب): بارك.
(٧٢) سقطت من (ب).
(٧٣) في الاصلين: محافظ‍.والاصلاح من (م).
(٧٤) في الاصلين: لابن مؤنس. ولعل الصواب ما اثبتناه.
(٧٥) في (ق): عندي، والمثبت من (ب).
(٧٦) ما بين القوسين ساقط‍ من (ب).
(٧٧) كذا في الاصلين. والكلمة غير واضحة المعنى، وكأنها مقحمة.
(٧٨) في (ب): ابن يونس. وسيحذف الناسخ «ابن» في المرة القادمة.
(٧٩) في (ق): نعال طائفا. والاصلاح من (ب). والنعال الطائفية مشهورة، تنسب لمدينة الطائف الحجازية. ينظر: الروض المعطار ص: ٣٧٩.
(٨٠) فسرها دوزي (ملحق القواميس ٣٧٢: ٢) اعتمادا على هذا النص ونصوصا أخرى وتساءل عما اذا كانت تعني قطعا نقدية. وفي القاموس (قطع): القطع: البساط‍، أو النمرقة، أو الطنفسة يجعلها الراكب تحته وتغطي كتف الفرس: ج: قطوع واقطاع.