للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فدفع جميع ذلك إلى ابن مؤنس (٧٨) وقال له: خذ هذا فبعه وابعث به إلى صبيانك ينفقونه كما أدخلت على قلبي السرور في هذه الليلة.

/وذكر عنه أنه أقام يشتهي غسّانية (٨١) سنين عدّة، فقال للذي يخدمه: قد تاقت نفسي إلى هذه الشهوة الغد أغدو ومعي ديناران (٨٢) ورثتهما من أمي، فخذهما وامض إلى سوسة فاشتر لنا سميذا طيبا وعسلا وما يصلح وتأتي معك بطبّاخ يتولّى لنا طبخها، فقال له خادمه إن الذي ذكرته يقوم بدار عرس ويأكل (منه) (٨٣) ثلاثمائة رجل، وأنت إنما تكسر شهوتك على ربع مدّ (٨٤) [سميذ] (٨٥) وربع قفيز (٨٦) عسل، وربع درهم زعفران وتأكل مع هذا منه (٨٧) ليالي (٨٨)، فقال له: يا بني قد علمت هذا الذي تقول ولكن آكل الغسّانية وحدي دون المرابطين؟ إنما أردت أن أعمّهم كلهم بأكلها، فمضى الخادم إلى سوسة فأتى معه بالطبّاخ وبكل ما يحتاج إليه، فلمّا صنعت الغسّانية (وأحكمت) (٨٩) قال لخادمه: اذهب إلى كل رجل في القصر فآت بصحفة من عنده نبعث فيها إليه بسهمه. قال: فأتى بصحاف كلّ من في القصر-القصبة والربض-وجعل صحفته بين الصحاف حتى عمّهم كلّهم وفرّقها عليهم ولم يبق في


(٨١) يفهم من هذا النص أن «الغسانية» هي نوع من الحلويات. ملحق القواميس ٢١٣: ٢. وقد ذكر صاحب كتاب «الطبيخ في المغرب والاندلس» ص: ٢٤٤ نوعا من الحلويات سمّاه «الغساني» الا انه ذكر من مواده الاساسية «اللحم».
(٨٢) في (ب): دينارين.
(٨٣) سقطت من (ب).
(٨٤) يقول فالتر هنتس في كتابه «المكاييل والاوزان الاسلامية وما يعادلها في النظام المتري ص: ٧٤.ان المدّ الشرعي في فجر الاسلام، وخاصة في المدينة كان يساوي ٤/ ١ صاع .. أي ما يساوي ٨١٢,٥ غ (قمح) ويساوي ١,٠٥ ليتر.
(٨٥) زيادة من (م).
(٨٦) استنادا إلى النص المتقدّم (حاشية رقم ٨٤) فإننا نقدّر ان القفيز المذكور هنا هو مكيال لوزن السوائل لا نراه يتجاوز اللّترة الواحدة بكثير. ونرجح انه غير القفيز المذكور عند المقدسي (وصف المغرب ص: ٥٠) «قفيز القيروان ٣٢ ثمنا والثمن ستة أمداد بمدّ النبي صلّى الله عليه وسلم».أي ما يساوي ٢٠١، ٨٨٧ ليتر. (المكاييل والاوزان الاسلامية ص: ٦٨).
(٨٧) كلمة غير واضحة في الاصلين. وعبارة (م): وتأكل من هذا فيه.
(٨٨) في (ب): ليال.
(٨٩) سقطت من (ب).