للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بلغت بي إلى أن أفرق بين الأحبة، إنها لدنيا سوء؛ أشهدكم أن من كان له أب أو أم أو أخ أو أخت في هذه الرفقة فهي حرة لوجه الله عزّ وجلّ».قال: فأنزل من المحامل سبعين مولدة، فأعتقهن كلهن (١٦).

حدث (١٧) علي بن المطلب، وكان من فضلاء الناس، قال: بار على إسماعيل طيقان ساج (١٨) سبعمائة، وكان بالغرب (١٩) بإفريقية، فقال: «لأتجرن في هذه»، فاشترى مع كل ساج جبة وكساها المجاهدين في سبيل الله تعالى.

قالت (٢٠) امرأة من قريش من بني أمية لإنسان كان يتجر لها: «ما منعك أن تكون مثل إسماعيل؟ » فقال: «أتريدين أن تجعلي (٢١) فلانا تاجر فلانة مثل إسماعيل تاجر الله؟ ».

كانت (٢٢) له جارية تخرج إلى السوق. وكان لها جار يتبعها إذا خرجت، فشكت ذلك إلى مولاها إسماعيل، فأرسل إليه فأحضره فقال له: «ما حملك على أن تتعرض جاريتي؟ » فقال له: «سلها، هل كلمتها بكلمة قط؟ » فسألها، فقالت:

«لا، صدق، ما كلمني بكلمة قط‍، إلا أني إذا خرجت أتبعني» فقال له: «ما حملك على هذا؟ » قال: «المحبة لها» قال: فأمر بالجارية فأصلح من شأنها، ووهبها له، وأعطاه ثلاثين دينارا، وقال له: «إذا فرغت فارجع إليّ».

حدث (٢٣) غير واحد قالوا: كان بالقيروان رجل خياط‍ له بنات، وكان ليس يقوم به عمله إلا عن جهد، فلما كان ليلة عيد الفطر دخل على بناته، فوجدهن في الظلام، وليس في البيت شيء يرد يده إليه، فخرج من بيته هائما محزونا، وشق


(١٦) عبارة: «فأعتقهنّ كلّهن».لم ترد في نصّ الطبقات.
(١٧) الخبر في المعالم ١٩٣: ١. بدون إسناد.
(١٨) جمع طاق. يطلق على ضرب من الثياب. ويطلق على الطيلسان. وهو المراد في هذا النصّ وكلمة «ساج» التي بعدها كأنها زيادة شرح وإيضاح لأن الطاق والساج اسم لمسمى واحد وهو الطيلسان وربما خص به ذي اللّون الأخضر. ينظر القاموس، المعجم الوسيط‍ (طوق، سوج، طلس).
(١٩) كذا في الأصل. ويقصد: المغرب.
(٢٠) الخبر في المعالم ١٩٣: ١.
(٢١) في الأصل: تجعل. والاصلاح من المعالم.
(٢٢) الخبر في المعالم ١٩٣: ١ - ١٩٤.
(٢٣) الخبر في المعالم ١٩٤: ١ - ١٩٥.