للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خاتم القاضي؛ فلما رأى يزيد مشقة ذلك عليها قال لها: «لا تجزعي، أنا أوجهه إلى القاضي فيختمه كما كان»، فبعثه إليه فأبى من ذلك وقال: «لا أختمه حتى تعيد المرأة البينة»، فرده عليه يزيد ثانية ليختمه، فأبى وقال: «لا أفعل».فلما ولى رسول يزيد راجعا أخذ عبد الرحمن خاتمه فكسره، ودخل بيته وقال: «أنا أسبقه إلى العزل».

وفي رواية: فلما رأى ذلك يزيد، قال: «هذا قاض كره الحياة، التمسوه! »، قال: فالتمسوه فلم يوجد في مجلس قضائه، فلقيه قوم بأشراف (٥٤) جزّانة (٥٥) ومعه جلده ودرته وهو سائر إلى تونس.

وقد قيل إنه ما عزل وما مات إلا وهو قاض. والصحيح أنه عزل عن القضاء.

حاشية: قال (٥٦): لما عزل عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ولى القضاء ماتع بن عبد الرحمن الرعيني، قال أبو العرب: «وكان ماتع فيما ذكر لي رجل سوء» قال:

«وما وجدت عن ماتع عند أحد من أصحابنا علما ندوّنه (٥٧) عنه».وولى بعده يزيد بن الطفيل.

وقيل: إنه ولى القضاء مرتين: الأولى في أيام بني أمية، ولاه عليها مروان بن محمد المعروف بالجعدي-وهو آخر من ملك من بني مروان-وكتب بذلك كتابا يقول في بعضه:

«وقد ولاّك أمير المؤمنين الحكومة والقضاء بين أهل إفريقية، وأسند إليك أمرا عظيما وحملك خطبا جسيما، فيه دماء المسلمين وأموالهم، وإقامة كتاب الله عزّ وجلّ وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلم، والذبّ عن ضعيفهم من قويهم وإنصاف مظلومهم من


(٥٤) أي المرتفعات القريبة من جزانه. ينظر: القاموس (شرف)
(٥٥) كذا في الأصل. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: جزامة. والملاحظ‍ أن الناسخ وضع علامة التضعيف فوق الزاي. ولم نقف على اسم الموضع في المصادر التي بين ايدينا. ونخشى أن تكون مصحفة عن «جبّانة».
(٥٦) كذا جاء هذا التعقيب من المؤلف مسبوقا بلفظ‍ «حاشية».والنصّ في الطبقات ص ٣٢ - ٣٣. ونلاحظ‍ ان الرقيق (تاريخ إفريقية ص ١٦٧ - ١٦٨) جعل المتولي القضاء بعد عبد الرّحمن: يزيد بن الطفيل.
(٥٧) عبارة الطبقات « ... عند أحد من مشايخنا علما يروونه عنه».