للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كريب مريض، فكتب إليه يزيد: «[أن] (٩) ابعث إليّ به في قطيفة» (١٠). فبعث والي تونس بأبي كريب، فلما قدم على يزيد كلمه يزيد فلم يرد عليه جوابا، ثم كلمه الأمير وأبو كريب ساكت فأنّبه (١١) جلاّس يزيد فقالوا له: «الأمير يكلمك وأنت صامت؟ »، فقام الأمير يزيد على قدميه وأمر جلاسه أن يتفرقوا عنه، وجعل يقول له: «والله يا أبا كريب ما أردت إلا الله عزّ وجلّ، وأن أجعلك حسنة بيني وبين الله عزّ وجلّ للمسلمين، وتكون [لي] (١٢) عونا على هذا الأمر، وتحكم بالحق عليّ وعلى من حولي (١٣)، فاتق الله عزّ وجلّ فيما دعوتك إليه من القيام بالحق فيّ وفي المسلمين».فقال له أبو كريب: «أالله عزّ وجلّ أردت بذلك؟ » فقال: «نعم» فكررها عليه ثلاثا (١٤)، فقال: «نعم» فقال أبو كريب: «قد قبلت».

وجلس في جامع القيروان يحكم بينهم، فما مرت إلا أيام يسيرة حتى أتاه رجل فقال: «أصلح الله القاضي، لي قبل الأمير حق ومطلب دفعني عنه وقد وقفت له وسألته المجيء إليك فلم يفعل»، فأعطاه القاضي طابعا (١٥)، ومضى الرجل إلى باب الأمير، فأعلم بذلك الأمير يزيد، وقيل: بل مضى معه أبو كريب بنفسه إلى باب الأمير يزيد، فقال للحاجب: أعلم الأمير بمكاني. إن هذا الرجل يذكر أن له حقا قبله، فأعلمه الحاجب، فلبس يزيد ثيابه وخرج إلى الجامع، فادّعى الخصم على الأمير يزيد بدعوى، فقال أبو كريب ليزيد: «ما تقول فيما ادّعاه بحضرتك؟ » فأنكر يزيد [دعواه] (١٦)، فطلب خصمه يمينه، فاستحلفه أبو كريب


(٩) زيادة من (م).
(١٠) في المعالم: محفّة. ولعل المقصود نوع من اللّباس. وفي القاموس (قطف) القطيفة: دثار مخمّل. ج: قطائف.
(١١) في الأصول والمعالم: فانتبه. وفي الطبقات: فأنبهه.
(١٢) زيادة من (م) والمعالم.
(١٣) في الأصل: هولي. والمثبت من (م) والمعالم.
(١٤) في الأصل: ثلاث. والإصلاح من (م) والمعالم.
(١٥) يفهم من نصّ أورده محمد بن حارث الخشني (قضاة قرطبة ص ١٠٦) أن المقصود بالطابع ما يشبه عندنا في الوقت الحاضر «الاستدعاء» الذي يوجهه القاضي للمدعى عليه للمثول بين يديه. وقارن بملحق القواميس (طبع).
(١٦) زيادة من الطبقات.