للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكر (٢١) «حمديس» أنه سمع سحنونا يقول: كان البهلول [بن راشد] (٢٢) ورباح بن يزيد، وكان الذكر لرباح، فلما مات عاد الذكر للبهلول. وما ذاك إلا من خبيئة (٢٣) كانت للبهلول.

وقال سحنون (٢٤): مثل العلم القليل في الرجل الصالح مثل العين العذبة في الأرض /العذبة يزرع عليها صاحبها زرعا فينتفع به، ومثل العلم الكثير في الرجل غير الصالح (٢٥) مثل العين الخرارة في الأرض السبخة تهدر (٢٦) الليل والنهار لا ينتفع بها.

وكان سحنون يقول على إثر هذا: [هذا] (٢٧) البهلول كان رجلا صالحا ولم يكن عنده من الفقه ما عند غيره. نفع الله تعالى به. وذكر رجلا آخر صحب السلطان فقال: إنه بحر من البحور ما نفعه الله بعلمه (٢٨).

وكان سحنون يقول (٢٩): إنما اقتديت في ترك السلام على أهل الأهواء والصلاة خلفهم بمعلّمي البهلول.

أبو عثمان سعيد بن الحداد: ما كان بهذا البلد أحد أقوم بالسنة من رجلين: بهلول في وقته وسحنون في وقته.

وعنه، قال (٣٠): أقبل أبو محرز إلى بهلول يعوده فلما انتهى إلى درب البهلول الذي فيه داره قيل للبهلول: أتاك أبو محرز لعيادتك. فقال: قولوا له: إن كنت على رأيك فلا تقربنا.


(٢١) الخبر في الطبقات ص ٥٢، والمدارك ٨٩: ٣.
(٢٢) زيادة من الطبقات.
(٢٣) في المطبوعة: هيبة. وفي مطبوعة الطبقات: خشية. وأخذنا بما في أصل الرياض والطبقات ومطبوعة المدارك. وفي القاموس (خبأ): والخبء ما خبئ وغاب، كالخبيء والخبيئة. فيكون المعنى ان ذلك كان لانكماش البهلول.
(٢٤) ينظر قول سحنون في الطبقات ص ١٠٣ والمدارك ٨١: ٤ (ترجمة سحنون) وفي المعالم ٢٦٦: ١ (ترجمة البهلول).
(٢٥) في الأصول: الغير صالح. والإصلاح من الطبقات والمعالم والمدارك.
(٢٦) كذا في الأصول والمعالم. وفي الطبقات: تهور.
(٢٧) زيادة من الطبقات.
(٢٨) رواية الطبقات: ما نفع الله به.
(٢٩) قارن بالمعالم ٢٦٦: ١، والمدارك ٨٩: ٣.
(٣٠) النصّ في المدارك ٩٨: ٣.