للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الغصن، وهم من أصحاب البهلول، يتبركون بالصلاة خلف أبي سليمان، فأخبر أبو سليمان أنه أتاه آت في تلك الليلة، فقال له: «يا أبا سليمان، امض إلى معتّب بن رباح فاخبره أن الله، تبارك وتعالى، قد وفى له بما ضمنه له بهلول».قال أبو سليمان: «فغلب عليّ النوم، ثم أتاني الثانية فقال: يا أبا سليمان، امض إلى معتّب الساعة، قبل أن يطلع الفجر، فاخبره أن الله عزّ وجلّ وفاه ما ضمن له البهلول» فقام أبو سليمان تلك الساعة، فأتى إلى باب معتّب بن رباح، فدق عليه الباب، فخرج إليه معتّب فقال: «يا أبا سليمان، ما جاء بك في هذه الساعة؟ » فقال:

«أرسلت إليك أخبرك أن الله عزّ وجل قد وفى لك ما ضمن لك البهلول عند (٧١) الله تعالى».

عبد الله بن الوليد (٧٢) [قال: كان عند البهلول] (٧٣) شاب يطلب عليه العلم، ثم أقبل على المجانة، فأعلم البهلول بذلك، فساءه ما بلغه، فبينما هو يوما جالس (٧٤) إذ خطر به الشاب وتحت ثوبه طنبور، فقيل للبهلول: «انظر أصلحك الله إليه وإلى ما تحت ثوبه! » فتأمله البهلول، فعرف تصديق (٧٥) ما قالوا، فقال للقائل: «لعله إنما ذهب به ليكسره! » فلما كان بعد ذلك بقريب مضى البهلول بنفسه إلى دار الشاب، فقرع الباب، فقالت له أمه: «من هذا؟ » فقال لها: «بهلول»، فقالت له: «ما تريد؟ » قال: «ولدك! » فلم يزل به حتى خرج عليه الشاب، فسلم البهلول عليه وقال له: «يا ابن أخي، ما لك اشتغلت عنا؟ أكل هذا زهادة منك في الخير؟ » وأخذ يعظه ويرفق به ويتعاهده بذلك، حتى رجع الفتى عما كان عليه من المجانة، وعاود مجلس البهلول، وكان له شأن، ونفعه الله تعالى ببهلول وصحبته.

وذكر (٧٦) عنه رحمه الله تعالى أنه صنع طعاما، وأحضر له جماعة من أصحابه،


(٧١) في الأصل: عن. والمثبت من المعالم.
(٧٢) الخبر في المعالم ٢٧٥: ١ بنفس الإسناد. وعبد الله بن الوليد الفندقي، من أصحاب سحنون. توفي سنة ٢٩٨.البيان المغرب ١٦٣: ١.
(٧٣) زيادة من (م) والمعالم.
(٧٤) في الأصل: جالسا. والمثبت من (م) والمعالم.
(٧٥) كذا في الأصول والمعالم.
(٧٦) الخبر في الطبقات ص ٥٨ والمدارك ٩٠: ٣ - ٩١ والمعالم ٢٧٣: ١. مسندا عن عون بن يوسف.