للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان (٣٢) من أحسن [الناس] (٣٣) همة في نفسه، خلف بعد وفاته كسوة ظهره (٣٤) بألف دينار.

ومما يذكر من فصاحته وبلاغته ما ذكره بعض المؤلفين، قال (٣٥): روينا أن عبد الله بن غانم-قبل أن يلي القضاء-دخل على يزيد بن حاتم المهلبي فقال له:

«ما شيء بلغني عنك؟ » فقال: «وما ذاك؟ أصلح الله الأمير» فقال له: «وقعت بنا عند يزيد بن أبي منصور (٣٦) الرعيني ابن عمك، وما بلاؤنا عندك وعند أهل بيتك؟ » فقال: «ما كان ذلك مني. كان المجلس الذي قرفت به عندك وأنا إذ ذاك ناقلة (٣٧) يوم كذا من شهر كذا، شاهدي عليك الرفقة (٣٨) بأسرها، وقد أهللنا هلال شهر رمضان، فتشايرناه بالأيدي».فقال له يزيد: «لحنت يا ابن عم» (٣٩) فقال له: «ما هي لحنة»، فقال له: «فلم قلت تشايرناه؟ وإنما هو تشاورناه» فقال ابن غانم:

«تشاورنا من الشورى، وتشايرنا من الإشارة بالأيدي»، [قال: ما هو كذلك] (٤٠)، فقال له ابن غانم: «بيني وبينك أيها الأمير قتيبة النحوي (٤١)»، وكان قتيبة إذ ذاك قدم على يزيد وأنزله عنده، وكان إماما من أئمة أهل الكوفة، فبعث إليه يزيد. وكان في قتيبة غفلة، فقال له يزيد: «إذا رأيت الهلال كيف تقول؟


(٣٢) النصّ في المدارك ٧٩: ٣ والمعالم ٣٠٦: ١.
(٣٣) زيادة من المعالم.
(٣٤) كذا في الأصل والمدارك. وفي (م) والعالم: بدنه.
(٣٥) الخبر في نثار الأزهار ص ٥٥ - ٥٦ بشيء من التصرّف والاختصار.
(٣٦) كذا في الأصل. وصوابه: يزيد بن منصور: -وهو خال المهدي ومن جاء بعده من خلفاء بني العباس. من رجالات إفريقية وانتقل عنها لما آلت الخلافة إلى أصهاره بني العباس فعلا نجمه وولي الولايات الجليلة ينظر: الحلة السيراء ٣٣٨: ٢ - ٣٤١.
(٣٧) كذا في الأصل. ولعلّه من النّقل وهو مراجعة الكلام في صخب القاموس: (نقل). فيكون المقصود أن المجلس كان فيه صخب وهرج مما يعسر معه تبيّن ما يقال.
(٣٨) في المطبوعة: الرافضة والمثبت من الأصل.
(٣٩) في (م) ونثار الأزهار: يا ابن غانم. والمعروف أن الرعينيين-قوم ابن غانم-والأزد-قوم يزيد بن حاتم-يرجعون إلى القحطانية من اليمن.
(٤٠) زيادة من نثار الأزهار.
(٤١) قتيبة بن مهران الجعفي الآزاذاني، أبو عبد الرّحمن. أحد أيمة اللّغة والنحو على مذهب أهل الكوفة. مات بعد سنة ٢٠٠ بقليل. طبقات الزبيدي ص ١٤٩، تاريخ أصبهان ١٦٤: ٢، طبقات القراء ٢٦: ٢ - ٢٧.