للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هارون. قال: فأحضر ابن الأغلب أبا هارون فسأله عما ذكر ابن غانم، فأقر به وقال: «إنما أخرته ليجيء (٧٠) خراج قصطيلية فإذا جاء دفعت/إليهم، فقال ابن غانم: «إنما ظننت أنه يجحد، فأوقفه معهم موقف الخصوم، فأما إذ أقر فإني لا أبرخ حتى تدفع إليهم أموالهم.

وبعث (٧١) مرة إبراهيم الأمير إلى ابن غانم، فلما صار إلى دار الإمارة جلس حتى [يخرج] (٧٢) الأمير، قال: فنظر ابن غانم في المجلس فإذا برجل يعرف بحاتم الأبزاري ترعد فرائصه، فعرف قصته. وذلك أن كتاب أمير المؤمنين الرشيد ورد فيه أن:

«أحضر حاتما الذي يقال له الأبزاري إليك، فإن «للفرج»، فتى أمير المؤمنين، عنده (٧٣) عشرة آلاف دينار، فاقبضها منه ووجهها إلى أمير المؤمنين»، وفي أسفل الكتاب: «وأحضره إلى عند عبد الله بن غانم القاضي».قال: فدخل ابن غانم وحاتم والخراساني-وهو الرسول-فقرأ إبراهيم كتاب هارون حتى [انتهى] (٧٢) إلى آخره، ثم التفت إلى ابن غانم فقال: «يا أبا عبد الرحمن، هل سمعت ما في الكتاب؟ » قال: «نعم، فلماذا أحضرتني؟ ألي في هذا الكتاب معتمل (٧٤)؟ » فقال إبراهيم: «بلى، لعمر الله. ولم أمر بإحضارك؟ » فقال له ابن غانم: «فأول ذلك أن آمر هذا الرسول بإحضار شاهدين عدلين أن أمير المؤمنين استخلفه على قبض هذا المال، إن صحّ له، ويشهد غيرهما، أو هما، من أهل الثقة أن هذا المال لأمير المؤمنين أو «للفرج» فتاه».فقال الرسول: «أو يكتب أمير المؤمنين بالباطل؟ » فقال ابن غانم: «معاذ الله؛ أمير المؤمنين أصدق وأكرم [من] (٧٥) أن يأخذ مالا بغير حله،


(٧٠) كذا في الأصل: وتعضده رواية المعالم. وفي المدارك: حتى يجيء. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: لتجبى.
(٧١) الخبر في المدارك ٧١: ٣، والمعالم ٢٩٣: ١ - ٢٩٤.
(٧٢) زيادة من (م).
(٧٣) في المدارك: عليه.
(٧٤) كذا في الأصل. وهو يقصد: هل لي رأي وقول في الموضوع. وفي القاموس (عمل): اعتمل: أعمل رأيه. وتصحّف في (م). معتمد. ورواية المدارك فيها تصرّف في النص فلا يصح الاعتماد عليها كما فعل ناشر الطبعة السابقة.
(٧٥) زيادة من المدارك والمعالم.